بصريح العبارة ( كورت كورمانجي )
أزمة الطلبة الشنكاليين
مصطو الياس الدنايي / سنونى
الجهل والتخلف .. سببان كافيان لتأخر المجتمعات ويمكن لأي شخص أن يطلب الحاجة ورغيف الخبز من جاره كي يسد به عوزه ، لكن لا يمكنه أن يطلب من الآخرين شهادة جامعية أو تعليم دراسي قد فاته . من هذا المنطلق ، التعليم في شنكال يمرُّ بمرحلة حرجة و خطيرة للغاية لمسألتين مهمتين :
أولا ) أزمة قلة الكادر التدريسي لطلاب الدراسة الاعدادية ،
ثانيا) خريجو الدراسة الاعدادية والمقبولين في المعاهد والكليات .
إذ لا يمكننا التغاضي على ما يمر به هاتين الشريحتين في مجتمعنا من مصاعب تهدد مستقبلهم التعليمي و الآمال التي يحنون إليها هم وأولياء أمورهم ، فأغلب الخريجين من الاعداديات الذين تخرجوا منذ سنتين أو ثلاث جالسين في بيوتهم ينتظرون أمر النقل من كليات ومعاهد الموصل والقبول في جامعات ومعاهد الإقليم حتى وصلت بهم الفكرة جعلتهم وعوائلهم يائسين من مستقبلهم ، فالطالب الذي حصل على كلية الطب و عمل حفلة في بيته من اجل ذلك ، جالسٌ الآن ينتظر أمر نقل قبوله الى الإقليم من عدمه !
والطالبة التي قبلت في المعهد منذ سنتين ، جالسة هي الأخرى في بيتها و مرَّ عليها السنتان دون دراسة ، و إلا لكانت قد تعينت هذه السنة وأفادت نفسها والمجتمع في احدى الدوائر .
وبين هذا وذاك .. ان الطلاب يشتكون و يثبتون لنا قائلين ، لو ان المسألة فردية و كانت تخص أبناء المسؤولين لكانت الأمور يسيرة و تصير نحو الحل الأمثل بالنسبة لنقل الطلاب وقبولهم في الإقليم .
و آخرين يتهمون مركز لالش بالتقصير في أمرهم قائلين : لو لم يكن مركز لالش متابعاً لمسألة نقل الطلاب الى الإقليم لكانت هناك ( أطرافاً أخرى ) تعمل ما بوسعها لحلحلة هذا الموضوع الخطير بأمرهم ، في حين أننا لا نرى غير مركز لالش بفروعه وهيئته العليا في دهوك يهتم لذلك ، ولا اعتقد أن سطوة أفراد إدارات مركز لالش تصل حد لا يمكن للمستشار الأيزدي في رئاسة الإقليم أو الممثل الأيزدي في برلمان كوردستان أن يتدخلوا في الموضوع لأجل إيجاد الصيغة النهائية لحل المشكلة ، ومن حق طلابنا أن يتم طلب تخصيص جلسة برلمان خاصة بالطلاب الأيزديين في الإقليم و مناقشتها ، فَليتركوا الأمور الشخصية ولو لبعض الوقت ويفكروا بهذه المُلَّة المغلوبة على أمرها ويا ليتها لم تكن منذ الخليقة !!!
أما الأمر الثاني .. مشكلة الدراسة الاعدادية وخاصة في مناطق شنكال ، و حسب الأخبار والأقاويل أن هناك مدارس قد تسد أبوابها لقلة الكادر التدريسي فيها بعد سحب المعينين على تربية دهوك منها لحاجة المدارس الكوردية إليهم ، ومقابل ذلك سحب ( أو نقل ) بعض المدرسين من مدارس شنكال الى مدارس داخل الموصل سداً للشواغر كما قُيل وبأمر من الحكومة المحلية في الموصل .. هذين الأمرين شكلا فراغا كبيراً في مدارسنا ، والمتضرر الأول والأخير هم الطلاب وأمانيهم .
وقد عملت بعض العشائر على تشكيل لجان أهلية والاعتماد على المدرسين الموظفين على تربية دهوك كي يحاضروا طلاب المدارس العربية في المنطقة ( بعد دوامهم ) من أجل تلافي ولو جزء بسيط من الضرر وسد النواقص وقتياً ، إلا أنهم تفاجئوا بمنعهم من ذلك من قِبَل مديرية تربية شنكال والتي هي الأخرى تنفذ التعليمات والأوامر التي تردها من وزارة التربية في الإقليم والتي تنص على منع دوام المدرسين كَمحاضرين مقابل أموال في غير مدارسهم حتى لو كان ذلك بعد الدوام .
إذا .. ما هو الحل ، استفسارات عديدة و أسئلة كثيرة تواجهنا أينما نكون ، سواء في مجالس العزاء أو في الشارع ، أو في أية أماكن عامة أخرى و حتى في بيوتنا .. يتوجهون بها إلينا الطلاب ويريدون الحل السريع لهم ، أو سَيكون الأمر مثل الغرفة التي تشتعل فيها النيران وكل الأبواب والشبابيك مطبقة عليها حتى تنفجر من حالها و عندها لن يكون بوسع الاطفائية ولا أيّ كان السيطرة على مخلفاتها .
لا يسعني أخيرا إلا ان أقول .. والله العظيم هذا لا يجوز ، ب خودى لا يجوز ، بكلّ الأنبياء لا يجوز ما يحدث في مدارس شنكال و ما يحدث لطلابنا الخريجين .. ويجب تدخل المسؤولين من كافة المواقع الحزبية والإدارية والتربوية وعلى اكبر المستويات لإنهاء هذه الدراما الهندية في مجتمعنا .