يطوف خاطر الخوف من المرض بفكر كل فرد منا في وقت من الأوقات.
من الذي لم ينظر إلى بقعة في يده ويتساءل إن كانت هي نوعا من أنواع الأورام السرطانية
أو مرضا خطيرا ...!!!
وسواس المرض أو تخيله ..!!
تجده بصورة واضحة عند الطلبة الذين يدرسون في كليات الطب
وطب الأسنان والذين يعتقدون انهم مصابون بتلك الاضطرابات التي يدرسونها في تلك الأيام
ثم تتوالى عليهم المخاوف من المرض كلما تقدموا في دراستهم ...
إن هذه المخاوف، من حسن الحظ، هي مخاوف مؤقتة لا تقود إلى أي نوع من الإعاقة ولا تحتاج
إلى علاج.
الخوف من المرض يكون لدى قلة من الناس هاجساً قوياً لدرجة تجعلهم يذهبون لمقابلة الطبيب طلباً للمشورة.
عندما تصبح المخاوف من عدة أمراض جسمانية مختلفة ومن أمراض متنوعة فإن الشخص يُقال انه
مصاب بوسواس المرض (التجسد)، أما عندما يتركز الخوف حول عرض بعينه أو مرض واحد ولا توجد
أي مشاكل نفسية أخرى فنحن نتحدث عن حالة رُهاب المرض.
على الرغم من أن المرض الجسدي يمكن أن يثير، في بعض الأحيان، الرُهاب أو يجعل الفرد أكثر
فاعلية لظهور الأعراض عليه في المستقبل، إلا انه، وعلى وجه العموم، لا يوجد تاريخ مرضي في
الماضي يشرح هذا الأمر. بالطبع هناك حالات قليلة تم تسجيلها توضح لنا أن تطور المرض الذي
خيف منه قد قاد في حقيقة الأمر إلى خمود ذلك الخوف.
الفرق بينه و بين أنواع الرهاب الأخرى:
إن رُهاب المرض يختلف عن كل أنواع الرُّهاب الأخرى لأنها مخاوف لموقف يصعب على المريض
الهرب منه. إن المشكلة التي يخاف منها موجودة داخل جسده. لذا لا يستطيع تجنب أو وقف
الرهاب أو الهرب منه، عكس الأشخاص الذين يخافون الكلاب، أو من السفر بالطائرات، وما شابه
ذلك. على أية حال، فإن الخوف من المرض قد تثيره مواقف معينة يقوم بعدها المريض بتجنب تلك
المواقف، كما في حالة تلك المرأة تخاف الصرع ولا تستطيع الخروج وحدها خشية أن تفاجئها
نوبة صرع. هذا رجل أخذت له عدة فحوصات بالأشعة السينية بدأ يفكر في أنه قد يصاب
بسرطان الدم (لوكيميا) رفض الخروج دون زوجته أكثر من مرة لأنها كانت تطمئنه بصورة متكررة.
إن السعي اللانهائي في طلب الطمأنة لدى أناس ذوي مخاوف من وسواس المرض أو لديهم هواجس قهرية يشبه إلى حد بعيد الإدمان..
فهذا الشخص الذي يطلب الطمأنة يقل عنده القلق بصورة مؤقتة ولكن التوتر سرعان ما يتراكم
ثانية مما يحتاج معه إلى إعادة طمأنة مرة أخرى خلال عدة أسابيع، أيام، أو دقائق،
أي تصبح الفترات ما بين طلب الطمأنة قصيرة. هذا يذكرنا بأولئك المدمنين على المخدرات
والذين تظهر عليهم أعراض انسحابية حين يتوقفون عن تلك المخدرات ولكنهم يشعرون بتحسن لمدة
من الزمن بعد تعاطيهم "المعلوم". كلما أصبح الإدمان قوياً كلما تزداد
الحاجة إلى المخدر من ناحية الكمية وفترات التعاطي.