توضيح بشأن تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش)

توضيح بشأن تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش)
--------------------------------------------------
بعد قراءة التقرير الذي أصدرته منظمة (هيومن رايتس ووتش) في الاونة الاخيرة حول (العنف ضد الأقليات في المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى) إرتأينا أن ننشر هذا التوضيح بغية بيان بعض الحقائق المهة (الخاصة بالايزيدية) التي تستوجب أن يكون هناك تسليط الاضواء عليها .
بداية نقول إن فريق المنظمة الذي قام بإعداد هذا التقرير قد ذكر بين ثنايا بعض فقراتها الظلم الذي عاناه الايزيدين من النظام الصدامي ، من تعريب و طرد الالاف منهم وإسكان العرب في مناطقهم حينئذ... وتعرضهم الى العديد من العمليات الارهابية في الوقت الحاضر . وذكر مثل هكذا حقائق نثني عليها ، كما نثني على جهود أية جهة اخرى من شأنها تبيان الحقائق كما هي وبشكل موضوعي . ولكن هذا لايمنعنا من ذكر بعض المغالطات التي وقعت فيها المنظمة خلال إعداد هذا التقرير، حيث نذكر منها :

1. ورد في التقرير هذا النص (( وقد سقط ضحية السلطات الكردستانية وأساليبها الخشنة، ومنها الاعتقالات التعسفية وأعمال الاحتجاز، والتهديد ، أي شخص يقاوم الخطط التوسعية الكردستانية. كما أن الضغط الكردستاني على المنطقة فتح الباب للمتطرفين من العرب السنة، الذين يستمرون في حملة قتل الأقليات، لا سيما الأقليات الدينية )) . هنا نود أن نأكد بأن مناطق الايزيدية كانت ولاتزال مناطق كردية بحتة ، قد حاول النظام السابق سلخ الهوية الكردية منها وذلك من خلال تبني عمليات التعريب والتهجير والإسكان القسري وتغيير طوبوغرافية المنطقة برمتها – وهي تسمى الان المناطق المتنازع عليها – وقد أشار التقرير الى هذه الحقائق من جهة ومن جهة اخرى إتهمت السلطات الكردستانية بالتوسع في تلك المناطق وهذا بحد ذاته تناقض واضح ، فكيف للمرء أن يتوسع داخل حدوده أو أراضيه !!عليه لابد للسلطات الكردستانية أن تدافع عن تلك المناطق و سكانها ، فالدفاع عن منطقة شيء والتوسع شيء اخر . ولانعرف كيف ضغطت السلطات الكردستانية على المنطقة حتى فتح الباب للمتطرفين من العرب السنة بقتل أبناء الاقليات الدينية فيها ؟! إذ من المفروض والمنطق أن يقوم الإرهابيون بشن عملياتهم ضد قوات البيشمركة لانها هي التي تقوم بالتوسع في المنطقة – حسب ما جاء في التقرير الذي نحن بصدده – لا أن يقوموا بضرب تلك الاقليات !! .
2- كما جاء في التقرير (( لم تقم هيومن رايتس ووتش بزيارة مدينتي الموصل وسنجار)). هذا بحد ذاته إعتراف ضمني بأن قوات البيشمركة يقومون بحماية تلك المناطق الذي يكثر تواجدهم فيها ، ففي مناطق الشيخان وتلكيف و ألقوش وبعشيقة و الحمدانية .... الخ ذوالغالبية الايزيدية والمسيحية والشبك الامن فيها مستتب و الفضل يعود لتواجد قوات البيشمركة فيها بشكل كثيف ، وهذا ماجعل من فريق (هيومن رايتس ووتش) أن يتجول بكل حرية وبدون خوف في هذه المناطق وعدم زيارتهم الى الموصل و ضواحيها خوفا من تعرضهم الى مكروه .
3- أيضا ورد في التقرير (( قابلت هيومن رايتس ووتش ممثلين منتخبين في مجلس نينوي، هما قصي عباس [شبكي] وخديدة خلف إيدو[ايزيدي].)) السؤال المطروح هنا ، أنه لماذ قام الفريق بإجراء مقابلة مع السيد خديدة خلف عيدو فقط والاخذ برايه واُهمل الالتقاء أو الاخذ باراء ثمانية ممثلين اخرين في المجلس عينه وهم الاعضاء الايزيديين في قائمة نينوى المتأخية ؟ .
4- إما تناسى معدو التقرير بأن نسبة الايزيديين في قائمة نينوى المتأخية كانت ثمانية من مجموع إثنتا عشرة ، أو لم تعتبر هؤلاء ايزيديين لكونهم ضمن القائمة الكردية !! حيث ورد الاتي : (( قائمة نينوي المتآخية، حصل على 12 مقعداً، بينما ربح الحزب الإسلامي العراقي السني ثلاثة مقاعد. وحسب قواعد تقسيم المقاعد في قانون الانتخابات ، حصل كل من المرشحين المسيحيين والشبك واليزيديين كل على مقعد )).
5- لنقرأ حقيقة أخرى فطن لها الفريق المذكور : ((استثمر الأكراد الكثير في الأنشطة الثقافية والدينية الخاصة باليزيديين، ودفعوا رواتب الموظفين في مركز لاليش الثقافي، وله فروع في أغلب البلدات اليزيدية )) إن جميع المراكز الثقافية والقائمين عليها في عموم العراق تحصل على منح لكي يكون بمقدورها تقديم نشاطاتها الثقافية وهذه حقيقة يعلمها الكل ، إذن ما الضير إذا قام الكرد بتقديم المساعدة لمركز لالش وفروعها ؟ هل يعتبر هذا للكرد حرام ولغيرهم حلال ؟
6- الغريب والعجيب في توصيات التقرير هذه التوصية : (( يجب تعديل الدستور الكردستاني بحيث يقر بالشبك واليزيديين كجماعتين عرقيتين مميزتين )). لاندري لماذا كل هذا الإصرار بتغيير قومية هاتين الجماعتين وياترى ماذا ستستفاد منظمة هيومن رايتس ووتش من هذا (التصحيح أو التعديل في القومية كما كان النظام المقبور يفعله) ؟ !!
7- كل هذا التباكي على الايزيديين وأحوالهم ، والتوصية بأن يكونو جماعة عرقية خاصة ! ولكن في أخر التقرير نفاجأ بهاتين التوصيتين : (( يجب إنشاء لجنة تقصي مستقلة لتحديد المسؤول عن مقتل 40 كلدانياً أشورياً مسيحياً في عام 2008 ونزوح 12 ألف كلداني أشوري بعد ذلك. ويجب ألا يقتصر التحقيق على تعريف القتلة، بل أيضاً يفحص أسباب إخفاق الأجهزة الأمنية في منع الهجمات )) .
وأيضا (( يجب التشديد في التوضيح للحكومة العراقية على الحاجة لإجراء تحقيق مستقل ومستفيض في مقتل 40 مسيحياً في الموصل أواخر عام 2008 )). هنا نتسأل فريق المنظمة المذكورة : ألم تذكروا بأن الايزيديين قد تعرضوا في أغسطس/آب 2007 الى ابشع عملية ارهابية على مستوى العراق في سنجارحيث راح ضحيتها أثر من 300 ايزيدي وألحقت الجراح بأكثر من 700 أخرين ؟ و وقتل أربعة وعشرين من عمال النسيج في الموصل وجلهم كانوا من الايزيديين ... ؟ ترى لماذا لم توصي التقرير بفحص أسباب هذه الحوادث وإجراء التحقيقات المستفيضة في ملابسات تلك العمليات الارهابية أيضا ؟
- 8كما إن التقرير ، الذي كان لابد أن يكون أكثر دقة ، لم يعرض الى ما يعاني منه الايزيدية في نينوى من مأسي وما عانوه خلال السنوات الماضية في مجال التربية والتعليم ، فعلى سبيل المثال ، كان لابد أن يشير الى الاف الطلبة الايزيدية الذين فقدوا فرصة مواصلة التعليم ، فقدان الالاف منهم وضائفهم بسبب اعمال العنف وغير ذلك من الاعمال التي تدخل ليس فقط في باب العنف بل في مصادرة الحقوق أيضا.
وأخيرا إننا في المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان ، نؤكد على أن أوضاع الايزيدية لايمكن أن يتم تغطيتها بتقرير أستند الى اراء أشخاص قلائل ومن جانب واحد وإهمال الجانب الثاني الذي يمثل الاغلبية الساحقة من المجتمع الايزيدي ، إذ كان من المفروض على معدي هذا التقريرأن يقفوا على مسافة واحدة من الكل ، ولذلك كنا نأمل من فريق المنظمة الدولية ان يكون أكثردقة وموضوعية ، كما إننا نفند الاقاويل التي تشير الى ما (يعاني) منه الايزيدية من حكومة الاقيم ومن قوات البيشمركة و نطلب المنظمة المذكور بسحب هذا الاتهام الباطل ومراجعة وتصحيح الفقرات المشار اليها في هذا التوضيح ، سيما إنها إستندت الى اراء جهات وأشخاص لايمثلون الايزيدية لا رسميا ولا شعبيا .



009647504676173
خيري بوزاني

khairibozani@yahoo.com
المدير العام للشؤون الايزيدية