علاقة متبادلة بين أمراض القلب ومتاعب الكبد
دعوة لمواصلة دعم البرنامج القومي لعلاج فيروسات الكبد
كبد مصاب بأورام
تحت عنوان' التليف الكبدي.. المشكلة والحل' ناقش المؤتمر الدولي الثاني لطب وجراحة الكبد الطرق الحديثة في علاج الحالات المتأخرة للفشل الكبدي المزمن باستخدام جهاز كبديل مؤقت لزراعة الكبد, وأساليب علاج جلطات الوريد البابي السرطانية بالإشعاع الثلاثي الأبعاد والمتغير الشدة, كما كشفت أبحاث المؤتمر والذي نظمه المنتدي المصري لطب وجراحة الكبد, بحضور35 خبيرا دوليا, عن إصابة مرضي التليف الكبدي باعتلال دماغي يؤثر في ردود أفعالهم, ووجود علاقة متبادلة بين الإصابة بأمراض القلب والتليف الكبدي, وتزايد الإصابة بالفيروس الكبدي بي في مصر.
ويقول الدكتور السيد المحرقاوي أستاذ طب وجراحة الكبد بطب عين شمس ورئيس المؤتمر إن أمراض الكبد الأكثر انتشارا في مصر, إلا أن90% من هذه الأمراض يمكن تجنبها بالتوعية الصحية, والمؤتمر ناقش أبحاثا يابانية لعلاج ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية المسبب لدوالي المريء بواسطة البالون, وكذلك قياسات ضغط الدم في الوريد الكبدي وانعكاسات هذه القياسات علي التليف الكبدي ودوالي المريء, وعلاج الفشل الكبدي المزمن بعمل تنقية للدم باستخدام جهاز يعد بديلا مؤقتا في الحالات المتأخرة وقبل زرع الكبد, وطالب المؤتمر بضرورة استمرار دعم البرنامج القومي لعلاج الفيروسات الكبدية حيث انخفضت الإصابة بالفيروس سي بنسبة20%, مع دعم كافة البرامج الأخري لمكافحة أمراض الكبد في مصر.
وتحدثت الدكتورة سوسن عبد المنعم أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب المنصورة عن الخطوط الإرشادية لعلاج الفيروس الكبدي بي, مشيرة إلي تزايد الإصابة بالفيروس رغم تطبيق التطعيمات الإجبارية لحديثي الولادة حيث يصيب3,4% من المصريين, وتتضاعف قدرة انتقال الفيروس بي عن طريق اختلاط الدم ومشتقاته مقارنة بفيروس سي, وأكدت أن عام2009 شهد التوصل إلي7 أنواع من العلاجات للفيروس بي, تعمل علي وقف تطور التهابات الكبد لمنع التليف الكبدي ومضاعفاته كالغيبوبة الكبدية والأورام, موضحة اختلاف التركيب الجيني للفيروس بي في مصر عن دول العالم وهو من النوع المتحور, وهو يستجيب للعلاجات بالفم التي تقلل كمية الفيروس,
واستعرض الدكتور محمد محيي الدين عوض أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قناة السويس ومقرر عام المؤتمر حالات الاعتلال الدماغي البسيط, والذي يصيب80% من مرضي التليف الكبدي, ولا يلاحظ بالكشف التقليدي ولكن خلال المواقف التي تستدعي ردود أفعال سريعة كقيادة السيارات الكبيرة والقطارات, وكشفت الدراسة معاناتهم من اختلال الإدراك غير المرئي بشكل قد يسبب الحوادث نتيجة بطء رد فعل السائق, ويتم العلاج بتنظيم فترات العمل وإعطاء العقاقير التي تنظم نسبة الأمونيا بدم المرضي, وأوصت الدراسة بإجراء فحوصات الأشعة التليفزيونية للسائقين لاكتشاف التليف الكبدي ووضعهم تحت الاختبارات النفسية.
وتناول الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس الطرق الحديثة لعلاج أورام الكبد الخبيثة الكبيرة والمتوسطة وبأحجام تتعدي5 سم بالقسطرة بحقن الشريان الكبدي بحبيبات دقيقة بعد خلطها بالعلاج الكيميائي, وحقنها بالورم حيث يتم إخراجها بصورة بطيئة لفترة تستمر4 أيام, وبصورة تزيد من كفاءة العلاج الكيميائي وتقلل الأعراض الجانبية كالقئ وسقوط الشعر وتحافظ علي وظائف الكبد, وحققت نتائج ايجابية بـ20 حالة ومنها انكماش حجم الورم والقضاء علي الخلايا النشطة بنسبة50% من جلسة واحدة, وقد يحتاج المريض إلي جلسة أخري تكميلية.
وقال الدكتور عمرو عبدالعال أستاذ جراحة وزرع الكبد بطب عين شمس إن علاج أورام الكبد المتعددة وذات الأحجام الكبيرة, وتتخطي5 سم, وفقا للمعايير المتعارف عليها دوليا لا يوصي لها بإجراء زرع للكبد, والطرق الحديثة التي تجمع بين التردد الحراري والحقن بالشريان الكبدي حققت استجابة واستقرارا لنشاط الأورام لفترة3 شهور, وبشكل أتاح إجراء زرع فص الكبد, وطبقت الطريقة علي12 مريضا يعانون أوراما متعددة يتخطي حجمها7 سم, إلا أنها لا تصلح للأورام المصاحبة لجلطات الوريد البابي.
وحول العلاقة بين أمراض القلب والكبد, أكد الدكتور محمد محمود عبدالغني أستاذ أمراض القلب بقصر العيني احتمالية الإصابة بالتليف الكبدي نتيجة الإصابة بأمراض القلب, والتي تسبب احتقان الكبد المستمر نتيجة ضعف عضلة القلب, وبالمثل تؤثر أمراض الكبد علي القلب فقد يتسبب الفشل الكبدي في ارتفاع ضغط الدم الرئوي وينتج عنه تغير في عضلة القلب كارتفاع نبضات القلب وهبوط الضغط, كما يسبب التليف الكبدي تغيرا في كهربية القلب وحدوث الموت المفاجئ, وتجدر الإشارة إلي أن تغيرات القلب تكون صامتة لفترات طويلة ولا تظهر إلا بعد إجراء جراحة زرع الكبد, لذلك ينبغي الاهتمام بهذه التغيرات لتجنب اعتلال القلب.
وأشار الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس لعلاج الأورام التي لا ينجح معها التردد الحراري خاصة مع وجود جلطة بالوريد البابي, وذلك باستخدام العلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد ومتغير الشدة, وطبقت علي60 مريضا, وأظهرت نجاحا وتحسنا في تدفق الدم بالوريد بعد زوال الجلطة, والتخلص من أورام الكبد المحيطة بالجلطة, وبالتكامل مع الحقن الكبدي والتردد الحراري لعلاج الحالات الأولية لتليف الكبد بالدرجة الأولي والثانية