دراسة .. المجتمع وامثاله العامية بقلمي
الثقافة هي نتاج عملية تطور طويلة جدا امتدت على طول الالاف السنين
وقد ترسبت في كل المجتمعات البشرية وتتضمن الكثير من الحكم المتنوعة التي توارثتها الاجيال
ولا يمكن لاحد الهروب من تاثيرها في اي مجتمع مهما بلغ هذا المجتمع من التقدم او التخلف.
والدراسات الفلكلورية التي هي جزء من الدراسات الانسانية تعمل للكشف عن الابعاد النفسية والاجتماعية والحضارية للانسان على اختلاف ظروفه المادية والمعنوية كما تقوم الماثورات الشعبية بسد الثغرات في الدراسات الاثرية والتاريخية وبذلك نستطيع ان تعطي البعد الصحيح لثقافة مرحلة او عصر لانها تعمل على دراسة الانسان من حيث هو انسان في بيئته وعصره.
وتؤدي المأثورات الشعبية وظائف في حياة الانسان والمجتمع كترسيخها للمعتقدات والقيم الاخلاقية وتاكيدها للقيم الاجتماعية.
والادب الشعبي جزء من الفلكلور ويعرف بانه ادب العامية التقليدي الشفهي غير المطبوع والمعبر عن ذاتية الشعب , وهو ملك للعامة لانها هي التي صنعته ةاذا اردت ان تتعرف على نشاط اي مجتمع ان كان روحيا او نفسيا علينا ان نلم بكل تراثه الشعبي .
والمثل من اهم فنون الادب الشعبي وهو يعبر عن حوادث متعددة قيل في موقف معين لتجربة معينه
من تجارب البشرية في حياتها الطويله ووجدت صلاحية لمثل تلك التجارب فتداولته حتى ان البعض اعتبره قانون اجتماعي والمثل يكشف عن اخلاق المجتمعوفي اي فترة زمنية وهو الوحيد الذي يبقى بعيدا عن سيطرة الحكام غلا يستطيعيون ان يوقفو قولا او مثل او يمنعو انتشارهوبذلك نستطيع ان نكشف طبيعة الشعب وذكائه
ويقول ابو اسحاق يجتمع في المثل اربعة لا تجتمع في غيره : ايجاز اللفظ و اصابه المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة والمثل هو وليد تجربة انسان ذكي انفعلت به الجماعات وتناقلته لانها وجدت صلاحيته وهذا سر شيوعه في كل زمان .
والامثال لها ايجابية واهمية في الدراسات الانسانية وفهم العلاقات الاجتماعيةولها جوانب سلبية اذ تحد من تفكير الانسان في حالات كثيرة فهي تعطيه الحل لجميع مشاكله بل وتعين له الاسس التي يجب ان تقوم عليها علاقاته وكان المثل الذي قيل في مناسبة معينهوفي ظروف معينه يكون صالحا والى الابد دون اعتبار للتغيرات الاجتماعية والتقدم الحضاري.
يتبع ..
بقلمي